إيريك بيتزولد
طالب دكتوراه
جامعة كامبردج
سيرة
إيريك بتزولدت طالب دكتوراه في كلية الموسيقى بجامعة كامبردج في إطار مشروع "ماضي التلاقي الموسيقي وحاضره عبر مضيق جبل طارق" الممول من طرف مجلس الأبحاث الأوروبي 2019‑2022. وتتناول أطروحته فن الجاز باعتباره وسيلة حوار بين الثقافات وحاضنا للدبلوماسية الثقافية في المغرب خلال الخمس وعشرين سنة الماضية. وترتبط أبحاث إيريك الأكاديمية بعلم موسيقى الأعراق والدراسات حول الجاز والعلاقات الدولية والدراسات بين‑الثقافية وبيداغوجية الموسيقى. وقد تمكن من إحراز درجة الماجستير في علم الموسيقى الثقافية وفي الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية من جامعة جورج أوغست بمدينة جوتنجن بألمانيا سنة 2019 بفضل تجربته السابقة التي راكمها انطلاقا من عمله متدربا بأرشيف "خويا" الصوتي بالدار البيضاء وباحثا في مجال الإثنوغرافيا. وتطرقت رسالته لنيل الماجستير إلى حضور الموسيقى اليهودية بالمغرب والإنتاج المعاصر للموسيقى الشعبية المغاربية في الدار البيضاء. وقد سبق لإيريك أن دَرَسَ في الجامعة العبرية ببيت المقدس ما بين (2013ـ2014) وجامعة جنوب الباسيفيك بمدينة سوفا بجزر فيجي سنة 2016. ويعد إيريك موسيقيا نَشِطاً منخرطا في الموسيقى العفوية وأساليب موسيقى الجاز؛ ويقوم حاليا بتنسيق الماستر كلاس الخاص بتشاركية دراسات الجاز (Jazz Studies Collaborative). كما وضع إريك لَبِناتِ محترف وولفسون للموسيقى والممارسة العفوية بكلية وولفسون بكامبردج واحتضن الدورة الأولى لهذه السلسلة المستمرة في شهر مارس 2020.
أبحاث
يعتني إيريك في أبحاثه بالدور الذي تسهم به موسيقى الجاز في ترجمة الحوار بين الثقافات في المغرب ونسج علاقات ثقافية بين المغاربة والأوربيين؛ كما يُوَجهُ اهتمامه الأكاديمي إلى تلاقي تجارب موسيقى الجاز الأوربية والمغربية والأدوار التي اضطلعت بها خلال الخمس وعشرين سنة الماضية، حيث طبع هذا التلاقي الموسيقي مرحلة اعْتُبِرَ فيها الحوار بين الثقافات أداةً رسمية للاتحاد الأوروبي لبلورة العلاقات الثقافية الدولية. وقد بَرَزَ المغرب بمثابة حليف شمال إفريقي، استراتيجي ورئيسي، للاتحاد الأوروبي منذ توقيع بيان برشلونة سنة 1995، وهو البيان الذي يُعَدُّ انطلاقة شراكة أورو متوسطية متقدمة. ولمعرفة الدور الذي قامت به موسيقى الجاز في تطوير الحوار بين الثقافات في المغرب منذ سنة 1995 إلى اليوم، يرصد هذا البحث الحلقة الاحتفالية السنوية التي تمثل السياق الرئيسي لإنتاج الجاز وتلقيه وتلقينه في المغرب. يدرس إريك تحديدا مختلف أشكال التلاقي الموسيقي في الماضي كما في الحاضر بين الموسيقيين المغاربة والأوربيين من خلال أحد أعرق مهرجانات الجاز المحتضنة بعيدا عن أوروبا في شالة بالرباط، ومن خلال المهرجان الدولي للجاز لأغادير (Anmoggar N Jazz) الذي أسسه أحد مديري المعهد الفرنسي لمدينة أغادير السابقين. وبتسليطه الضوء على الشروط المُيَسِّرة لمثل هذا التلاقي الأوروبي المغربي السنوي على مستوى موسيقى الجاز بالمغرب، يفحص إيريك الإطار المؤسساتي المقدم من طرف المغرب والاتحاد الأوروبي وفرنسا، والذي يسهم بشكل كبير في جعل هذه اللقاءات الموسيقية تُتَرْجَم على أرض الواقع، دون إغفاله التفاوض الموسيقي الحقيقي واللقاءات التي تتم في سياق إنتاج الجاز وتلقينه بالمغرب. بتعبير مغاير، يقارب إيريك الحوار بين الثقافات من خلال موسيقى الجاز في إطار ما يرتبط بسياسة الديبلوماسية الثقافية والعلاقات الدولية الثقافية. ومن جهة أخرى، يعتبر إيريك الحوار بين الثقافات في صناعة الموسيقى سيرورة للتَّعَلّم المشترك والمتضامن. فلمن تنتسب موسيقى الجاز التي يتم تعلمها وتلقينها وتقديمها خارج الولايات المتحدة الأمريكية؟ وكيف تتم عملية صياغة التجاوب الثقافي من خلال موسيقى الجاز في إطار الاحتفاء الأوروبي والمغربي المشترك بالتنوع الثقافي؟ ويهتم إيريك أيضا بلحظات سوء الفهم والارتباك والصراع؛ وهي اللحظات التي توضح أن الطريق نحو تحقيق الأهداف المثلى من قبيل الانسجام السلمي والتفاهم المشترك والتقدير المتبادل والتسامح والتشاركية العادلة ليست مُعَبَّدةً دائما كما قد يعتقد البعض. وبناء على كل ذلك، يضع مشروع إيريك البحثي التلاقي الخاص بموسيقى الجاز المغربية الأوروبية في السياق الجيوسياسي والاستعماري الأوسع الخاص بالعلاقات المغربية الأوروبية والفرنسية؛ وبالتالي، تمكن هذه المقاربة من دراسة مدى فاعلية موسيقى الجاز باعتبارها أداة للحوار بين الثقافات.